حينما ينتشر مرض خطير فان الناس تبادر بتحصين نفسها خوفا من الاصابه به تسعى الى ذلك مهما كان الثمن ولكنهم لا يسعون لتحصين نفسهم من الخوف والقلق الذى قد يصيبهم بسبب ما يصادفهم من مصاعب ومصائب الدنيا
فاذا لم نحصن انفسنا منها نتعرض لازمات شديده لها عواقب سيئه فنحن فى حاجه الى يقين يحمينا ويهون علينا ما يمكن ان يصادفنا فى حياتنا من مصاعب ومصائب
لذا فان رسول الله –صلى الله عليه وسلم – كان لا يقوم من مجلسه الا قال " اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معاصينا ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا فى ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا"
فنحن فى حاجه الى يقين يهون علينا مصائب الدنيا لان قلة اليقين تجعل الانسان ينهار امام ما يصادفه من مصائب والامثله على ذلك كثيره
حارس مرمى منتخب الالمانى لكرة القدم روبرت انكه رحا وهو فى الثانيه والثلاثين من عمره لانه لم يحتمل مصيبة من مصائب الدنيا فقد رحلت ابنته التى كانت فى الثانيه من عمرها وذلك منذ ثلاث سنوات فاصيب بالاكتئاب هذا بالاضافه لمواجهة عثرات طفيفه فى حياته الرياضيه حتى كانت النهايه التى عرفها العالم يوم 10|11|2009 ليست هذه الحاله الفريده ولكنها الاقرب والاشهر هناك حالات اخرى فى اماكن متفرقه من العالم
تختلف فى تفاصيلها ولكن السبب واحد وهو قلة اليقين واليقين هو الايمان كله كما قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
كثير من المؤمنين الصالحين ابتلاهم الله فى اموالهم وابدانهم وفى اعزاء لديهم لكنهم صبروا وامتثلوا فخرجوا من الابتلاء وهم اشد قوة واكثر صلابه الامثله على ذلك كثيره نختار منها عروه بن الزبير
فقد خرج مسافرا من المدينه الى دمشق وهو فى الطريق اصابت قدمه قرحه وعند وصوله عرضها على الاطباء وقالوا لا سبيل الا الى بتر الساق وعرضوا عليه ان يشرب مسكرا او مخدرا كى لا يشعر بالالم فابى وقال لهم هل لكم فى حل امثل دعونى اصلى وعندما استقر فى سجودى ابتروها ففعلوا وفى نفس اليوم مات ابن له
فما كان منه الا ان قال اللهم كان لى سبعة ابناء فاخذت واحدا وبقى لى سته فلك الحمد ولى اربعة اطراف فاخذت طرفا وابقيت ثلاثه فلك الحمد
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير وليس ذلك لاحد الا المؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له