- يجمع المجوس والصابئة وحدة المنشأ والمصير: فيرى السيد عبد الرزاق الحسنى أن الصابئة اتخذوا هياكلاً أرضية لعبادة السيارات العلوية ، فعبدوا النار والماء والهواء رمزًا لتلك الكواكب ، لأنها صادرة منها ومن هنا جاءت عبادة النار واستقل بها فريق من الصابئة ، دُعى بعد ذلك بعباد النار أو المجوسية( ) ،وبالنظر للعذاب بعد الموت عند الصابئة فإنه مهما كان نوعه فإنما هو تطهير للروح من أدران الذنوب بالشقاء فى أجساد أخرى ، وهذا ما جعل لفكرة التناسخ عندهم أصلاً( ) ،وماثلهم فى هذا المجوس فى قولهم بالتناسخ وتبادل الأدوار إلى ما لانهاية والثواب والعقاب يكون بالنعيم أو الشقاء فى الأجساد الجديدة بعد التناسخ،وعلى هذا فمنشأ القول بالحلول والتناسخ منهم والأعمال التى نحن فيها – على حد زعمهم- إنما هى جزاء على الأدوار السابقة( )
ب- أما علاقة المجوس بالشيعة: فهي مؤامرة بدأها المجوس باغتيال الفاروق رضي الله عنه على يد أبى لؤلؤة المجوسي واستمروا في حربه حتى بعد وفاته لأنه طهر الأرض من ظلمهم وأطفأ بيوت نارهم 0
وعندما وقع الخلاف المشهور بين أمير المؤمنين على ابن أبي طالب ومعاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما كان هذا الخلاف فرصة العمر عند المجوس ،فأعلنوا أنهم شيعة على، والوقوف مع على رضي الله عنه حق ،لكنهم أرادوا إضعاف كلمة المسلمين،والدعوة لآل بيت رسول الله تجد رواجا خاصة عند العامة ،ومن ذا الذي لا يحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرادوا من وراء ذلك تحقيق الأهداف الآتية( ) :
1- عند المجوس لابد من وجود عائلة مقدسة تتولى شئون الدين ومنها يكون الحكام وسدنة بيوت النار ومن هذه العائلات:ميديا،المغان0
2- في تشيعهم لآل البيت إحياء لعقائد زرادشت ومانى ومزدك وكل الذى فعلوه استبدال المغان وميديا بآل البيت ،وقالوا للناس إن آل بيت رسول الله هم ظل الله فى أرضه وأئمتهم معصومون0
3- خدمة يزدجرد الساسانى حيث تزوج الحسين بن على رضى الله عنهما شهربانو ابنة يزدجرد ملك إيران فوقوفهم جانب الحسين رضى الله عنه نابع من عصبيتهم الساسانية ليزدجرد الساسانى
- الشيعة الغالية يشبهون المجوس و أصحاب الهياكل والأشخاص من الصابئة :
أ- علم أن أصحاب الهياكل والأشخاص هم المشركين من الصابئة فضلا عن بقية الصابئة منذ ظهور الإسلام ،وكما أورد :د/مانع الجهنى فى موسوعته فإن لدى الصابئة قسط وافر من الوثنية القديمة (ولا يقصد بهم أصحاب الروحانيات قبل الإسلام ) يتجلى فى تعظيم الكواكب والنجوم( )، حتى عبد فريق منهم الأشخاص ليتوصل بها إلى الكواكب والنجوم التى يتوصلون بها إلى الروحانيات فيتوسلون بها للباري عز وجل فأضفوا على الأوثان والأشخاص قدرا من الألوهية
ب - أيضا فإن الشيعة الغالية غلو فى حق أئمتهم حتى أخرجوهم عن حدود الخليقة ، وحكموا فيهم بأحكام الإلهية( )،وأضفوا عليهم نوعا من الألوهية،وما مشركى العرب عن هؤلاء وأولئك ببعيد0
ج- وكذلك المجوس القائلين بأن الحاكم ظل الله فى الأرض فألهوا الحكام أخذ عنهم غلاة الشيعة تأليه الأئمة والقول بالتناسخ، قال الشهرستانى:"وربما نشأت شبهاتهم من مذاهب الحلولية( فريق من الصابئة)،ومذاهب التناسخية (المجوس) ومذاهب اليهود والنصارى( )
أهم المصادر والمراجع:
( ) الصابئة قديما وحديثا للسيد عبد الرزاق الحسنى صـ12
( ) نفسه صـ34
( ) الملل والنحل للشهرستانى 2/56
( ) وجاء دور المجوس :د/عبد الله الغريب صـ59-61بتصرف
( ) الموسوعة الميسرة د/مانع الجهنى 2-722
( ) الملل والنحل للشهرستانى 1/180
( ) نفسه ص 181